![]() |
![]() | ![]() |
![]() |
| ![]() |
![]() | ![]() |
ركن المواضيع العــامة منتدى المواضيع العامة - مواضيع عامه , كل موضوع ليس له قسم |
![]() ![]() |
| LinkBack | أدوات الموضوع |
#1
| |||||||||
| |||||||||
كل المعارف والمشاعر ومكوّنات وعي الإنسان تنقسم إلى قسمين: قسم متبادل مع محيطه، وقسم يحتفظ به لنفسه أو ضمن دائرة مغلقة. إن السر درع يحمي به الإنسان نفسه أو مصالحه من الآخرين. ولأن «الحماية» من مستلزمات الحياة، ومن شروط البقاء، لا عجب في أن تنطوي هذه الحياة على سلسلة من الأسرار تمتد من أعماق نفس الطفل، وحتى قيادات الدول والمجتمعات. قد يكون الاحتفاظ ببعض الأسرار مرهقاً ومكلفاً، ولكنه يبقى أقلّ تكلفة من إفشائه. ولذا، يبدو السر أشبه بملكية خاصة، تحميها الأعراف الأخلاقية، ومنها ما هو محميّ قانوناً. وكي لا يبقى مفهوم السر سراً يستطلع حسام الدين صالح في هذا الملف تاريخ السر، وحضوره في حياتنا اليومية وأثره فيها ماضياً وحاضراً، كما ينقلنا إلى أبرز مواقع تجمع الأسرار من حولنا في هذا العالم. تبدأ حياة الإنسان بسرٍّ وتنتهي بآخر. فعند تكوّنه في رحم أمه يكون جنسه سراً، وعندما يُوارى الثرى تحضر صورة الموت كواحد من أكبر الأسرار التي شغلت الإنسانية على مرّ العصور. وما بين الولادة والموت تتكدس في حياة هذا الإنسان أسرار لا حصر لطبيعتها ولا للدواعي إلى الاحتفاظ بها أسراراً. يقال إن الإنسان كائن اجتماعي وثقافي ولغوي، إلا أن كل هذه الصفات لا تنفي عنه صفة السرية الملازمة لكثير من تفاصيل حياته. إننا اجتماعيون لأننا لا نستطيع العيش منعزلين عن الآخرين، وسرّيون لأننا لا نسطيع أن نعيش مكشوفين تماماً في حال الاتصال بالآخرين. نحن ثقافيون لامتيازنا بالوعي والعقل وحُب المعرفة، لكننا سرّيون لأننا نحب أن نعرف أكثر مما نريد أن يعرفه الآخرون عنا. نفخر بكوننا كائنات لغوية تجيد التواصل، دون أن نسمع افتخاراً مشابهاً بالأسرار التي تميّزنا عن بقية الكائنات التي تعيش وتموت دون أن تشعر بوخز السر، أو تتعرَّض سلباً لتأثيراته عند كتمانه أو إفشائه. كأن السرّ يشطرنا إلى نصفين، فما زالت الحياة منذ وعينا بها مقسّمة إلى مُكتَشَفات ومجهولات. كذلك، فإن بعض حياتنا الشخصية معروف للآخرين: ولادتنا، نشأتنا، تعليمنا، حالتنا الاجتماعية وغيرها، وبعضها الآخر نطويه بالكتمان طوعاً وإصراراً، نكشفه عندما نريد، ونخفيه عمّن نريد. وللسرّ جاذبية تشدّ غرائز الآخرين إلى اكتشافه. ويمكن لسعي هؤلاء إلى اكتشافه أن يكون تطفلاً وعيباً سلوكياً، كما يمكنه أن يكون بحثاً حميداً. ألم تبدأ كل الاكتشافات الكبرى في تاريخ الإنسانية بملاحظة وجود سرٍّ غامض في موضع ما؟ هكذا يبدو أن لكل شيء سراً، نحن، والكون، والحياة. ومن كان منّا بلا سرٍّ فليبح به. تاريخ السر لا تاريخ محدد لبداية السر ولا نهاية، وكأنه أمر ساكن، قائم في نفس الإنسان وفي العالم من حوله. لا يتطور ولا يتبدل، بل يقتصر التطور على النظرة إليه وعلى التعامل معه. قد نستطيع القول إن تاريخ السر سبق وجود اللغة، ومع سبقه لتاريخ الكلام والكتابة تطوّر التعامل معه بتطورهما. ولا نستطيع من الناحية التاريخية الفصل بين السر وكتمانه. فمنذ العصور القديمة تأكد الإنسان من قيمة حفظ الأسرار وعاقبة إفشائها من خلال حرصه على مصلحته الشخصية، وعلى مصلحة وجوده في الجماعة التي يعيش فيها. منذ ذلك التاريخ البعيد عُرف احترام السر كأحد مكارم الأخلاق التي تحافظ على حرية الناس ومصالحهم الاجتماعية. وتبعاً لذلك وجد السر مكانه من الصيانة والحرمة في مدونات الأخلاق التي ظهرت في المجتمعات القديمة. ثم تبع ذلك سن القوانين الحامية له، فيما ظهر حينها من قوانين، كقوانين حمورابي في بابل في القرن الثامن عشر قبل الميلاد التي كانت تقوم على مبدأ المعاملة بالمثل، وفقء العين عقوبة لمن يتعمد النظر في أسرار الآخرين، ومثلها قوانين الأمانة وحفظ السر التي ميّزت الحياة الاجتماعية عند قدماء المصريين. وقد وجد السر مكانة أثيرة في حياة العرب، وكان حفظ السر يُعد من مكارم الأخلاق والمروءة، وتشهد بذلك حياتهم الاجتماعية التي وثقتها دواوينهم الشعرية.
|
![]() | #4 | ||
![]() ![]() ![]() |
فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..! طًرّحٌ مٌخملَي .., كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا يعطَيكـًم العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـًم بإنتظَآرَجَديِدكًـم بشغفَ | ||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
| |
هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1
![]() |